عدد المساهمات : 76 نقاط : 227 تاريخ التسجيل : 28/05/2011
موضوع: الفرائضو السنن الخميس يونيو 02, 2011 12:30 am
إن من أعظم الطاعات التي يؤديها الفرد المسلم قيامه وإتمامه لما فرضه الله عليه من عبادات، فالصلاة والزكاة والصيام والحج من أداها بوجهها المطلوب شرعاً وعلى هدي وخطى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد أدى حق الله عليه وبرئت ذمته أمام الله، فعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه يقول: ( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل علي غيرها قال: لا إلا أن تطوع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وصيام رمضان قال: هل علي غيره قال: لا إلا أن تطوع قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة قال هل علي غيرها قال: لا إلا أن تطوع قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلح إن صدق )([1])، إن هذه الفرائض هي عماد الدين وأساسه، فمن أداها فقد أتم الواجب، ومن فرّط بها فهو إلى سواها أضيع ، وغيرها عليه أهون، ففي صلاحها منجاة المرء يوم القيامة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك ).([2])
ثم ثنى بأعمال من أجناسها، فهي ترتق الفتق وتكمل النقص، وجعل على أدائها أجوراً عظيمة وحسنات كثيرة. وأضاف إلى ذلك كله باقة من الأعمال الصالحات تزكو بها النفس وتطهر، وتزداد سمواً وشفافية. وقد رتب على تلك الأعمال الأجور الجزيلة والخيرات العميمة، على الرغم من كونها أعمالاً بسيطة خفيفة لاتلزم المرءَ مشقة ولا النفس مللاً.
وأعلموا يا أخوتي أن نفس المؤمن تكون دوماً تواقة للمزيد من الخير والتحصيل على زيادة في الأجر، ولم لا! فقد تتفاوت درجات المتقين بسبب تسبيحة أو إطعام مسكين أو إغاثة ملهوف.