ماهو الدين

ما هو الدين ؟

سنتكلم تحت عنوان (( ما هو الدين )) وهو سؤال تتنوع الاجابة عليه حسب علم الانسان وثقافته

فقد يكون الجواب على هذا السؤال ان الدين هو الطاعة والعبادة والجزاء والحساب والى هذا المعنى يشير

القرآن الكريم في قوله عزوجل : ( ارأيت الذي يكذب بالدين )

وقد يكون الجواب ان الدين وازع الهي يقذفه الله في القلب فيهدي صاحبه الى عمل الخير وفعل البر والتقرب الى الله بهما

ويصبح على نور وصراط مستقيم والى هذا المعنى يشير قوله تعالى : ( أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه )

ولكن الرسول ( ص ) يرشد في بعض احاديثه الكريمة الى ناحية عملية هامة يحدد فيها الدين ويبين الدعامة الكبرى

التي يرتكز عليها ويلفت نظر أمته الى ان الدين عمل صالح يبرز للوجوه ويظهر أثره على الشخص في سلوكه ومعاملته

جاء رجل الى النبي ( ص ) وسأله : ما الدين يا رسول الله ؟ فأجابه النبي بقوله : ( الدين حسن الخلق )

فاذا كان الدين خلقا حسنا بين انسان وانسان فهو في طبيعته السماوية صلة حسنة بين الانسان وربه

وكلا الأمرين يرجعان الى حقيقة واحدة

فصاحب الخلق الحسن أمين لا يخون

وناصح لا يغش

وصادق لا يكذب

ورحيم بالناس لا يقسو

ومحب لعباد الله لا يبغض ولا يحسد

ومتواضع لا يتكبر

وقانع بما رزقه الله

عادل لا يظلم

قوي لا يستكين لأحد

ولا يخشى الا الله

حليم لا يغضب

والاسلام لا يكتفي من بالعبادة الفارغة الجوفاء التي لم يكن فيها خشوع يشعره بعظمة المعبود

فليس القصد من العبادة الا تزكية النفس وتطهير القلب وحب الخير وحسن الصلة بين الانسان واخيه الانسان

إن بُعد الاكثرين في زماننا هذا عن روح التدين وحقيقته جعل الناس يشكّون في فائدة العبادة ويسيئون الظن في تعاليم الاسلام

لانهم يرون ممن يتظاهرون بالعبادة والتدين انحرافا عن الخلق الكريم وليس الذنب في هذا ذنب الاسلام إنما العتبة على هؤلاء

الذين لم يؤدوا العبادات على الوجه الذي اراده الله منهم . إن العبادة المقبولة هي التي يظهر أثرها طيبا صالحا في المجتمع .

وتقبلو فائق احترامي ..